الشعر الأبيض (الشيب) يعتبره كثير من الناس هو بداية الانتقال من مرحلة الشباب إلي مرحلة الشيخوخة .. هذا المفهوم أصبح السائد في وسط كثير من ثقافة مجتمعنا ونظرتهم للشخص بشكل عام . مما جعل الغالب من الناس يلجأ إلى إخفاء ظهوره بطرق متعددة ومختلفة بسبب تجنب هذه النظرة .
أن ظهور الشعر الأبيض يلعب دور كبير في تغير سلوك وتعامل الإنسان بدرجة كبيرة تتفاوت من شخص إلى آخر قد يكون للوازع الديني والاجتماعي الأثر الكبير في تقبل هذه المرحلة إيجابا أو سلبا.
لقد قرأت أن تغير لون شعر الإنسان من اللون الطبيعي إلى اللون الأبيض سببه يرجع إلى توقف بصيلات الشعر عن تكوين مادة الميلانين (المادة المسئولة عن التلوين). مما يجعل الشعر المتجدد ينمو بلا لون أو بالأحرى بلون مادة الكرياتين (المادة الأساسية التي يتركب منها الشعر و هي مادة لا لون لها)، والملاحظ أن أغلب كبار السن في مجتمعنا ظهر الشيب فيهم متأخرا حتى بعد 60 سنه وقد يكون أكثر بينما الظاهرة الآن هو وجود كثير من الشباب وقد اشتعل الشيب في رأسه وهو لم يتجاوز عمره 40 سنه أو حتى 30 سنه وقد يكون لهذا الظهور المبكر للشعر الأبيض مسبباته الكثيرة منها:
1) نقص و سوء التغذية وعدم توفر العناصر التي لها تأثير على سلامه الشعر مثل الفيتامينات والعناصر المعدنية .
2) ما يعيشه الشباب من ضغوط نفسية وعصبية ومصارعة للحياة .
3) العيوب الوراثية (الجينات).
4) الأدوية والمساحيق وحتى صبغات الشعر والعطور والتي أغلبها تحمل مواد كيميائيه غيرت من تكوين صبغة شعر الرأس الحقيقة .
االأعزاء أعضاء المنتدى الكرام هل لنا أن نناقش بدون قيود رأى كل منا ونظرته حول ظاهرة ظهور الشيب وكيف تعامل المجتمع معه وكيف نستفيد من ظهور الشيب في تغير سلوكنا إلي الأفضل . ؟؟؟ بالإضافة إلى استطلاع آرائكم حول بعض السلوكيات التي تظهر مع ظهور الشيب من خلال طرح بعض الأسئلة:
1) ما هو ردة فعلك عند ظهور أول شيبه ؟؟ وكيف تتصرف عند ظهوره .. ؟؟
2) هل يمثل الشيب علامة وقار للشخص أم نذير لتغير سلوكه وتصرفاته؟؟ وهل أي تصرف غير مقبول قد ينعت بالشيب أو بسببه ؟؟
3) الكثير يخفون الشيب من مجرد ظهوره .. هل برأيك أن السبب الحقيقي هو تحدى للزمن أو خداع الجنس الأخر ؟؟
4) ما هو انطباعك للشخص الذي يخفي الشيب ؟؟
والأحرى أن أكون أول من يحاول الإجابة على هذه الأسئلة حتى أكون أكثر عدلاً وإنصافاً، فأنا واحد ممن بدء اللون الأبيض يغزو شعر رأسي وازدادت شراسته على شاربي وذلك في غفلة من الزمان ومع هذا أقول عن نفسي:
(أنا كبير السن .... وأرفض تعبير مسن )
صاحبت الأيام لتمر ولم أعدها وهي تمضي.. أسقطها كأوراق الخريف.. لم أكن أنظر ورائي لأحسب الأعوام التي انقضت.. فقط لاحظت مشيباً برأسي.. وشعيرات بيضاء على شواربي ولم أداريها.. فلونها الأبيض يدعوني للاستمرار .. الخبرة جعلت القلب يسكن في موضعه. أبداً لم يهتز لعارض واتسع العقل ليستوعب كل الصغائر.. لأحيا حياة بسيطة.. تجملها كلمة حانية وقبلة على الجبين وشفاه ممتنة لما قدمت.. وبيني والسماء والبحر حكاية وأنفاس لا تنقطع فالعيش لا يسقط بالتقادم. وعدت لأحس براءة السنين الأولى.
وكثيراً من الشعراء من اعتز بشعيراته البيضاء منهم:
البحتري اعتز بشيبه قائلاً:
عيرتني المشيب وهى بدته ----في عذارى بالصد والاجتـناب
لا تريه عارا فما هو بالشب --------ولكنه جلاء الشبـــاب
وبياض البازي اصدق حسنا ----إن تأملت من سواد الغـراب
و يعدِل طريح بن إسماعيل الثقفي في الحكم بين الشيبوالشباب بقوله:
والشيب للحكماء من سفه الصبا ----بدل يكون لذي الفضيلة مقنـع
والشيب عاية من تأخر حينــه ----لا يستطيع دفاعه من يــجزع
إن الشباب له لذادةجــــدة ----والشيب منه فيالمغبة أنــفع
لا يبعد الله الشبابفمرحبـــا ----بالشيب حين أوى إليه المضجع
وقال بديع الهمزاني مادحاً الشيب:
يا من يعلل نفسهبالبـــاطل----نزل المشيب فمرحبا بالنـازلا
إن كان ساءك طالعاتبياضه----فلقد كساك بذاك ثوب الفاضـل
لا تبكين على الشبابوفقـده----لكن على الفعل القبيح الحاصل