صرخة من أسوانى : أنا مش بكااار !

مقالة متميزة لدكتور أكثر من متميز .. منذ انشاء الصالون الفكرى وهو يعانى من حالة خمول وعدم استيعاب الأعضاء لفكرته ولاتفتح به مناقشات جادة تستقطب العقول وتتجمع حوله الأراء الى أن جاء سامح صبرى بإطلالته المشرقة ليعيد الحياة فى الصالون بموضوع (أنا مش بكار) الذى تناول قضية واقعية يعانى منها شباب أسوان ولكنى لن أسهب كثيرا فى أسباب هذه المشكلة وسألقى الضوء على تناول الإعلام المصرى لشخصية النوبى فقديما أظهرته بمظهر الخادم أو السفرجى (وبالفعل عمل النوبيون خدام للبشوات والإنجليز ولكن المجتمع بأسره فى هذه الفترة كان خادما لهذه الطبقة الإقطاعية والطبقة المتعلمة (مهندس أو طبيب أو مدرس أومحامى أو..) جزء منها من الطبقة المتوسطة والسواد الأعظم من الطبقة الارستقراطية فلا يعيب النوبيون اشتغالهم بمجال الخدمة فى هذه الفترة لأنها هى المهنة السائدة فى المجتمع بأسره ) وحديثا ظهرت شخصية النوبى مرة أخرى فى الإعلام المصرى على هيئة طفل مشوه الملامح يرتدى ملابس غريبة عن المجتمع النوبى تشبه أزياء فرق الفنون الشعبية ويدعى بكار (مع ملاحظة أن الاسم غير موجود ببلاد النوبة ويمثل حالات شاذة لقلة من الأشخاص) ويذهب الى مدرسة غريبة ويعيش فى مجتمع أغرب ويتحدثون بلهجة صعيدية لا علاقة لها باللغة النوبية ومع ذلك واظب أطفال النوبة على مشاهدته لا لأنه يمثلهم ويتحدث عنهم وعن واقعهم ولكن لكى يضحكوا على هذه السذاجة الفكرية التى يعيشها أبناء الوجه البحرى ورؤيتهم المتخلفة والسطحية للمجتمع النوبى ولمجتمع الصعيد بأسره ..ولا أجد مايناسب هذا المقام الا قول أمير الشعراء أحمد شوقى :

إنى نظرت فى الشعوب فلم أجد ...... كالجهل داءا للشعوب مبيدا

الجهل لايلد الحياة مواته ....... الا كما تلد الرمام الدودا
فلن نعبأ بأقوالهم ورؤيتهم السذاجة عنا وسنسير فى درب التميز والإبداع وإثبات الذات ويكفى الصعيد والنوبة فخرا أنهما أخرجا أئمة فى شتى المجالات والميادين نالوا استحسان واحترام الجميع ..

تحية عطرة للدكتور سامح صبرى وأطروحته الجميلة ونأمل أن يظهر لنا المزيد من درره الفكرية التى تثرى الحياة الثقافية فى منتدانا ..