نور عضو جديد
عدد الرسائل : 4 العمر : 37 مزاجك ايه : المهنه : هوايتى : تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: العيد فرحة .. فعلا ؟!! الخميس 02 أكتوبر 2008, 4:08 pm | |
| العيد فرحة.. فعلاً؟!
ليلة عيد الفطر - 1958
والأطفال الصغار متجمعين حول والدتهم الجالس إلى جوارها الخالات والعمات ينظمون العملية الكبرى المعروفة باسم "كحك العيد" فواحدة منهن تقوم بأخذ العجين من الأطباق، وأخرى تقوم "بنقشه"، وثالثة تضعه في الفرن المخصص، ينطلق جرس الباب: - ترررررررررن ترررررررررن!
يتقافز الأطفال في فرحة، ويصيحون في صوت واحد - بابا جه بابا جه!
ثم، وهم يفتحون الباب في سرعة، يدخل الأب وهو يحمل عدداً ضخماً من الأكياس والكراتين وابتسامة عذبة موجودة فوق شفتيه قبل أن يقول لهم: - بالراحة شوية عليا يابشر.. كل واحد هياخد نصيبه بس بهدوء
تستقبله الأم في حنان، ثم تناوله بضع قطع من الكحك الطازة الخارج لتوه من الفرن فيلتهمه في استمتاع واضح قبل أن يقف من جلسته وقد استمد قوة سحرية ليبدأ في التوزيع: - واحد واحد.. أحمد أدي ياعم القميص الكاروهات.. منى خدي ياستي الفستان الأحمر اللي كنت هتموتي عليه.. ليلى.. حلوة البلوزة دي صح.. وآدي كمان حتة قماش لمامتكم تفصلها بقى على رواقة.. مش لازم تلبسي جديد على العيد يعني يا أم أحمد!
يسعد الأطفال كثيراً بملابسهم الجديدة ويتجهون إلى غرفتهم لارتدائها في سرعة استعداداً لأداء صلاة الفجر، ثم صلاة العيد في المسجد الكبير
والأب يبدل ثيابه تقول له الأم: كتير قوي يا أبو أحمد كل الحاجات دي..
الأب: خير ربنا كتير... صحيح الهدوم غالية السنة دي ده حتى فستان منى باتنين جنيه بحالهم.. بس عيد بقى وكل الولاد لازم تفرح.. كل سنة وأنت طيبة.
***
ليلة عيد الفطر- 2008
الأم تحاسب مندوب الديلفيري الذي جلب لها الكحك والبسكويت لحد باب البيت، وهي تقول له: - ها.. بالسمن البلدي ولا تقليد زي كل سنة! - بلدي طبعاً يافندم ده إحنا مربيين جاموس عندنا في الشركة! - ماشي.. يالا كل سنة وأنت طيب
تدخل إلى الشقة، وهي تحمل علب الكحك لتنادي على أولادها: - يا أحمد، يا منى، يا ليلى.. مش عاوزين تدوقوا كحك العيد؟
يخرج لها أحمد وهو يرتدي ملابسه قائلاً: - كحك إيه بقى ياحاجة ده بقى موضة قديمة باي بقى عشان هاسهر الليلة مع أصحابي في خيمة رمضانية.. ده "حماقي" هيغني النهارده!
تضع الأم علب الكحك في حسرة على المائدة. ثم تخرج ابنتها ليلى. وتجلس أمامها لتشاهد التليفزيون باعتيادية، وكأنها لم تلمح علب الكحك بالأساس. في حين تهتم "منى" بالشات الذي تقوم به على الإنترنت. وتبدو في عالم آخر.
يرن جرس الباب - ترررررررررررن تررررررررررن!
فلايهتم أحد بفتح الباب.. ثم - ترررررررررررن تررررررررررن!
تهتف الأم وهي متوجهة إلى الباب: - يعني كمان مش عاوزين تفتحوا الباب -تجد الأب- وأنت كمان مش معاك مفتاح مش بتفتح علطول ليه - نسيته ياستي الصبح.. هي دي عيشة أصلاً الواحد يفتكر فيها حاجة!
- ماجبتش هدوم جديدة للولاد طيب؟ - جديدة؟ منين حضرتك.. وبعدين ماهو حتى الهدوم اللي جبتها لهم العيد اللي فات ماحدش فيهم لبسها على اعتبار أنها مش على الموضة
ترفع الابنة صوت التليفزيون فتنساب في أركان الشقة الأغنية الشهيرة: - العيد فرحة.. وأجمل فرحة!
***
فعلاً؟! أي نعم إحنا بنسأل هل العيد فرحة.. وأجمل فرحة
هل لسه له الطعم بتاع زمان؟ لسه بتفرح لما باباك بيجيب لك هدوم جديدة ليلة العيد؟
هو بيجيب هدوم أصلاً؟ ولا أنت أساساً بتكون منتظرها؟
لسه بتحضر حفلات تظبيط الكحك الشهيرة والهيصة واللمة والدفء؟ ولا خلاص ربنا يخلي لنا كحك الديلفيري؟
لسه بتروح مع العيلة الصغيرة للبيت الكبير؟ وبتتقابل ويا أقربائك اللي بقالك كتير ماشتفهمش يعنى من جديد بنسأل(هوه العيد فرحة وأجمل فرحة؟؟ فعلا)
| |
|
Eng_selwawy عضو متميز
عدد الرسائل : 192 العمر : 38 العمل/الترفيه : مهندس مدنى بشركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء/الغطس المزاج : صمت مزاجك ايه : المهنه : هوايتى : تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: رد: العيد فرحة .. فعلا ؟!! الجمعة 03 أكتوبر 2008, 10:05 pm | |
| | |
|