لغة المصلحة .. هل يتقنها الجميع؟!
لغة المصالح اليوم أصبحت لغة شائعة يحترفها كثير من الناس، وصار الذي يقدم المنفعة والخير لغيره دون مقابل عملة نادرة قلما تجدها في هذا العصر.
لقد تطورت لغة المصلحة في عصرنا حتى شملت معظم أنواع العلاقات بين البشر، ومن ذلك علاقاتنا الاجتماعية التي باتت تصنع بنسيج المصالح الشخصية؛ فهذا صديق الأمس قد اختفى اليوم بسبب تغير المصالح، وهذا آخر ينفر من أقربائه؛ لأنهم دونه في المستوى ولا حاجة لعلاقته بهم لأنه لا مصلحة له.
وصار البعض يستغل هذه العلاقات للوصول إلى مراده ومصالحه وهو يرفع شعار الذين يقولون: "حتى لو لم تملك شيئا.. يمكنك أن تحصل على ما تريد.."، من هذا المنطلق تأتي هذه القصة الرمزية التي تصور هذا الأمر وتضعنا أمام فداحة المشكلة وخطورتها.
زواج ابنة بيل جيتس
قصة أب يريد أن يحقق مصلحة ما لدى أطراف مختلفة، يرى أن أيسر الطرق إلى هذه المصلحة هي زواج ابنه.. كيف ذلك؟ إليكم الحدث..
يذهب الأب إلى ابنه ويخبره أنه قد اختار له عروسا، وأن عليه أن يرضى بها كزوجة له، يستغرب الابن.. ويعلن تمرده ورغبته الأكيدة في اختيار من يراها هو مناسبة له فهو من سيتزوج وليس غيره..
يطمئنه الأب ويؤكد له أن هذه الفتاة لا بد أنها ستعجبه وتحوز رضاه، خاصة إذا علم أنها ابنة "بيل جيتس" الرجل الثري. فيجيب الابن قائلا: أنا موافق.
* * *في اليوم التالي يذهب الأب للقاء "بيل جيتس" ويقول له: لدي زوج مناسب لابنتك، يجيبه بيل جيتس مستغربا من هذا الطلب: ابنتي الآن صغيرة على الزواج، فيرد الأب: لكن الزوج المرشح هو نائب رئيس البنك الدولي، حينها يهز بيل رأسه موافقا وهو يقول: في هذه الحالة.. أنا موافق.
* * *
يذهب الأب في اليوم التالي إلى رئيس البنك الدولي ويطلب منه تعيين ابنه نائبا له ويقول له: لدي شاب أرى أنه يصلح أن يكون نائبا لك في البنك، فيرد رئيس البنك: لكني لا أحتاج إليه فلدي الكثير من النواب.
يجيب الأب بأنه صهر بيل جيتس..
تلمع عينا المدير كما توقع الأب ويعلن في سرعة موافقته على التعيين قائلا: في هذه الحالة.. أنا موافق.. انتهت القصة.
أخيرا..
ما رأيك؟ هل ترى أن لغة المصلحة قد غلبت على علاقاتنا بالفعل.. أم أن الأمر مبالغ فيه؟ وما تأثير لغة المصالح على حياتنا كبشر؟ شاركنا عسى أن ينتفع برأيك الآخرون.