في الحب ‏..‏ النيات الحسنة لا تكفي

في الواقع أن الحب شيء سحري دائما‏,‏ لأننا نشعر وكأن الحب سيدوم إلي الأبد‏.‏ نعتقد بسذاجة أننا مستثنون من المشكلات التي يواجهها غيرنا‏..‏ لذلك لا نشك ابدا أن الحب قد يموت ونثق إنه وجد ليبقي واننا سنعيش سعداء إلي الأبد‏.‏

لكن مع الأيام يتقهقر السحر وتكون الغلبة للحياة اليومية ويظهر أن الرجال يتوقعون من النساء أن يفكرن أو يتصرفن مثلهم والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتصرفون مثلهن دون وعي صريح باختلافاتنا‏.‏ فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضنا البعض‏.‏ ونصبح كثيري المطالب قاسين ومستاءين‏,‏ ونصدر الأحكام ولا نستطيع التحمل‏.‏

لكن بالرغم من النوايا الحسنة التي نحملها داخلنا فمازال الحب يحتضر لأن المشكلات تتسلل بطريقة أو أخري ويتراكم الاستياء‏.‏ وتتعطل الاتصالات وينتج الجفاء والكبت‏.‏ ويضيع سحر الحب ونسأل أنفسنا‏:‏ كيف حدث هذا ولماذا يحدث لنا هذا؟

د‏.‏ جون غراي الخبير العالمي في مجال التواصل والعلاقات وعضو في المجلس الاستشاري للاتحاد الدولي لمستشاري الشئون الأسرية والزواج يجيب عن هذه التساؤلات قائلا أن الملايين يبحثون كل يوم عن شريك لمعايشة ذلك الشعور الجذاب المتميز‏.‏ والملايين من الأزواج يرتبطون كل سنة بالحب وبعد ذلك ينفصلون بشكل مؤلم لأنهم فقدوا ذلك الشعور الجذاب‏,‏ ومن بين أولئك الذين تمكنوا من الإبقاء علي شعلة الحب متقدة يبقي‏50%‏ فقط متزوجين‏.‏ ومن بين الذين يبقون مع بعضهم هناك احتمال أن نسبة الـ‏50%‏ أخري يعانون من عدم الاشباع العاطفي لكنهم يبقون مع بعضهم نتيجة للولاء والالتزام أو نتيجة الخوف من البدء من جديد ونسبة قليلة جدا هي التي تكون قادرة علي ان تكبر في حب ومع ذلك يحدث هذا حقا عندما يكون الرجال والنساء قادرين علي تقبل واحترام اختلافاتهم عندئذ تكون الفرصة سانحة ليزدهر الحب وينمو‏..‏ وبالمصادقة علي إختلافاتنا وتقبلها يمكن أن نكتشف حلولا إبداعية نستطيع بواسطتها أن نحصل علي ما نريد ونتعلم كيف نحب الأشخاص الذين نهتم بهم ونساندهم بشكل أفضل‏.‏

فالحب إحساس سحري ويمكن أن يدوم إذا تذكرنا الفروق بيننا‏..‏ فليس هناك ما هو أكثر غموضا من الكيمياء التي تجذب شخصا إلي أخر والهدف النهائي الشريك الذي نقضي معه بقية العمر‏..‏ فلا تستخف بحياتك وعليك أن تعيشها الآن لأن حياتنا علي الأرض ليست سوي لحظة من عمر الزمن‏