الهيئة العامة للمسخرة.. وداعاً للخنقه!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] زهقان .. طهقان .. متضايق؟!..
إذا كنت كذلك، يمكنك أن تشاهد الحياة بطريقة جديدة مع جروب "الهيئة العامة للمسخرة" على موقع الفيس بوك!.
ولكن قبل أن تنضم إلى الهيئة عليك أن تحفظ شعارها، وهو:
معانا أنت في أمان .. فلقد أصبح للمسخرة عنوان
نتمسخر مع بعضنا.. نرفع راس وطنا كلنا
في كل حته وكل مكان .. المسخرة بقت بكل الألوان
المسخرة عاملة زي بلالين العيد .. عايزه تخلي الكل سعيد..
يرجع تاريخ تأسيس "الهيئة العامة للمسخرة" إلى شهور قليلة، وهي عبارة عن هيئه تناقش أمور المسخرة في الحياة اليومية، حيث يؤكد "علاء حنفي" مؤسس الجروب، أنه أنشأه خصيصاً ليدخل البهجة إلى قلب أي شخص متضايق أو مخنوق من أي شيء مهما كان حجمه، "فالإنسان لم يعد يقوى على تحمل كآبة الظروف".
تنفيس سياسي واجتماعي
إبراهيم عبد الله، عضو الجروب، يجد المسخرة تنفيس عن الكبت السياسي والاجتماعي، قائلاً: "لا توجد مساحة للشباب للتعبير عن آرائهم ولا أحد يسمعهم، وإذا حدث وسمع عنهم أحد يذهبون خلف الشمس، لذا المسخرة أفضل حل للتعبير عن الكبت الاجتماعي والسياسي".
يضيف: "فمثلاً النكتة التي تقول (شحات بيكلم بنت تخينه قوي، وبيقول لها أرجوكي أنا بقالى يومين ماكلتش لقمة عيش واحدة .. ردت البنت: أنا بحسدك على إرادتك ، مين الدكتور اللى بتعمل عنده الرجيم الهائل ده ؟ )، تعكس إلى أي مدى تلاشت الطبقة الوسطى من المجتمع وأصبح فقراء وأغنياء فقط، جزء يأكل أكثر من طاقته، والباقي لا يجد ما يسد به جوعه".
ولأن السخرية ليست حلاً للمشاكل، بحسب وجهة نظر محمد حامد، وإنما هي وسيلة للتخفيف الضغوط النفسية الناتجة عن تلك المشاكل، يؤكد العضو محمد حامد: "الهيئة العاملة للمسخرة ما هي إلا وسيلة للهروب من المشاكل والتكيف معها، مع التسليم بعدم القدرة على حلها".
دكتاتورية المجتمع
الدكتور علي سليمان، أستاذ علم النفس الإرشادي بجامعة القاهرة، يحلل لنا تأسيس جروب "الهيئة العامة للمسخرة" من الناحية النفسية موضحا أنه هروب من بطش النظام لمن يريد أن يعبر عن رأيه، فيلجأ الشباب إلى النكات الرمزية التي تعبر عدم إشباع حاجتهم في السياسة والمجتمع، مما يصيبهم بإحباط وغضب ويأس لابد من التنفيس عنه.
فالمسخرة هنا كما يعرفها د. علي، هي عجز الحيل المنطقية لهؤلاء الشباب عن مواجهة المشكلات الحقيقة، وهذا العجز قد يكون ناتجا عن خوف مواجهة الدولة أو قهر أو إحباط في إشباع حاجاتهم.
ويضيف: "يلجأ البعض إلى أسلوب خفة الظل والسخرية، إن لم يكن قادراً على المواجهة الحقيقية لحل مشكلته، فمن الممكن جداً أن يتم القبض على أحد هؤلاء الشباب إذا عبّر عن رأيه السياسي بطريقة مشروعة، لذا يلجئون إلى هذا الأسلوب وهو أسلوب موجود منذ القدم في تاريخ الثقافة والأدب، وأبرز مثال على ذلك حكايات كليلة ودمنة التي نقلها ابن المقفع من الفارسية إلى العربية، فكانت حكايات رمزية على ألسنة الحيوانات تعبر عن ظلم الحاكم، فعندما تسيطر الدكتاتورية على المجتمع تختفي مساحات الحرية والتعبير عن الرأي".
رسالة إلى المسئول
ويرى د. علي، أن المسخرة رسالة إلى من الشباب إلى المسئولين يقولون فيها "نحن محبطين، ليس أمامنا أمل في الحصول على أي شيء، ولأننا عاجزون نسخر من أنفسنا ومن الدولة".
ويؤكد أن السخرية أسلوب تعبير عن الظلم والكبت، لا تختلف كثيراً عن جرائم النصب والتحرش الجنسي والاغتصاب فهي أيضاً أسلوب تعبير عن الظلم الذي يشعر به الشباب وكأنه يريد أن يقول أنا موجود، ولكن الفارق الوحيد أن السخرية لا تحمّل صاحبها أي مسئولية جنائية، لكنهم يتفقون مع سيكولوجية اللص، الذي لا يستطيع دخول المنزل من أبوابه الأمامية ، فيدخل من الباب الخلفي.